للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاختيارية وإنكار قيامها بالله عز وجل، فهو بالتالي جعل "الخالق" و"الرازق" ونحوهما غير المسمى، وهذا قول باطل، فاسمه "الخالق" هو الرب الخالق نفسه وليس المخلوقات، كما أن اسمه "العليم" هو الرب العليم الذي العلم صفته، فليس العلم هو المسمى ولا الخلق هوالمسمى.

وأما القسم الثالث: فلإثباته الصفات الذاتية فقد جعل العليم والحكيم ونحوهما للمسمى١.

القول السابع: الاسم غير المسمى:

وهو قول الجهمية والمعتزلة، فهم لا يثبتون لله صفات يتصف بها حقيقة، فلذلك ينفون صفة الكلام عن الله عز وجل، ويقولون: إن الله لم يتكلم بكلام يقوم بذاته؛ وإن كلامه مخلوق خلقه كما خلق السموات والأرض خارجا عن ذاته، فأنكروا أن يقوم بذاته كلام أو قول، وبالتالي لم يسم نفسه باسم هو المتكلم به، فأسماؤه مخلوقة.

"فغاية قولهم إن الله سبحانه كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه اسما، أوحتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم وهذا من أعظم الضلالة والإلحاد في أسماء الله تعالى"٢.

ولذلك قالوا: الاسم غير المسمى، فأسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق، ف "الرحمن- الرحيم- الحيُّ- القيُّوم)) هذه الأسماء المؤلفة من الحروف وغيرها من الأسماء الحسنى مخلوقة عندهم.

ولذلك ينفون ما دلت عليه من المعاني لأنهم يعاملونها معاملة أسماء


١ مجموع الفتاوى ٦/ ٢٠١- ٢٠٢ "بتصرف".
٢ شرح الطحاوية ص ١٣١.

<<  <   >  >>