للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعطلون) ١.

(فهو سبحانه لكمال أسمائه وصفاته موصوف بكل كمال، منزه عن كل نقص، وله كل ثناء حسن، ولا يصدر عنه إلا كل فعل جميل، ولا يسمى إلا بأحسن الأسماء، ولا يثنى عليه إلا بأكمل الثناء) ٢.

ثانيا: تضمّن الأسماء الحسنى للصفات:

من الأحكام المستفادة كذلك، أن في وصف أسماء الله بأنها حسنى دليلا على تضمُّنها للصفات.

قال ابن القيم: "أسماء الرب تبارك وتعالى كلها أسماء مدح، ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها، لم تدل على المدح، وقد وصفها الله بأنها حسنى كلها، فقال: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ٣، فهي لم تكن حسنى لمجرد اللفظ، بل لدلالتها على أوصاف الكمال.

ولهذا لما سمع بعض العرب قارئا يقرأ: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ} ٤ {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .

قال: ليس هذا بكلام الله؟

فقال القارىء: أتكذب بكلام الله تعالى؟

فقال: لا، ولكن ليس هذا بكلام الله تعالى.

فعاد إلى حفظه وقرأ {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}


١ بدائع الفوائد ١/١٦٨
٢ طريق الهجرتين ص.١٣.
٣ الآية ١٨٠ من سورة الأعراف
٤ الآية ٣٨ من سورة المائدة

<<  <   >  >>