للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله تعالى وتقدس اسمه كل أسمائه، سواء، لم يزل كذلك ولا يزال، لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك، كان خالقا قبل المخلوقين، ورازقا قبل المرزوقين، وعالما قبل المعلومين، وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين، وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة"١.

النقطة الثالثة: أقسام أسماء الله باعتبار معانيها:

ترجع أسماء الله الحسنى من حيث معانيها إلى أحد الأمور التالية:

ا- إلى صفات معنوية: كالعليم، والقدير، والسميع، والبصير.

٢- ما يرجع إلى أفعاله: كالخالق، والرازق، البارىء، والمصور، والوهاب.

٣- ما يرجع إلى التنزيه المحض ولابد من تضمنه ثبوتا؛ إذ لا كمال في العدم المحض: كالقدوس، والسلام، والأحد.

٤- ما دل على جملة أوصاف عديدة ولم يختص بصفة معينة، بل هو دال على معناه لا على معنى مفرد: نحو: المجيد، العظيم، الصمد، فإن "المجيد" من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا: فإنه موضوع للسعة والكثرة والزيادة، كما في قوله تعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} ٢ فالمجيد صفة للعرش لسعته وعظمه وشرفه.

و"العظيم"من اتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال.

وكذلك "الصمد" قال ابن عباس: هو السيد الذي كمل في سؤدده، وقال ابن وائل: هو السيد الذي انتهى سؤدده.


١ الرد على المريسي ص ٣٦٥.
٢ الآية ١٥ من سورة البروج.

<<  <   >  >>