للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه ومسمع؛ فيخافه في سرِّه وعلنِه، ويراقبه في كافة أحواله.

فإذا قال: "الرَّزَّاق" اعتقد أنه المتكفِّل، برزقه، يسوقه إليه في وقته، فيثق بوعده، ويعلم أنه لا رازق له غيره، ولا كافي، له سواه.

وإذا قال: "المنتقم" استشعر الخوف من نقمته، واستجار به من سخطه.

وإذا قال: "الضار النافع" اعتقد أن الضر والنفغ من قِبَل الله جلَّ وعزَّ لا شريك له، وأن أحدا من الخلق لا يجلب إليه خيرا ولا يصرف عنه شرا، وأن لا حول لأحد، ولا قوة إلا به.

وكذلك إذا قال: "القابض الباسط"، و"الخافض الرافع"، و"المعز المذل" وعلى هذا سائر الأسماء١.

وقال ابن حجر: "وقيل: معنى أحصاها: عمل بها، فإذا قال: "الحكيم" مثلا سلم جميع أوامره لأن جميعها على مقتضى الحكمة، وإذا قال: "القدُّوس" استحضر كونه منزها عن جميع النقائص. وهذا اختيار أبي الوفاء بن عقيل. وقال ابن بطال: "طريق العمل بها أن الذي يسوغ الاقتداء به فيها كـ"الرحيم"، و"الكريم" فإن الله يحب أن يرى حلاها على عبده، فليمرن نفسه على أن يصحَّ له الاتِّصاف بها.

وما كان يختص به تعالى كـ"الجبَّار" و"العظيم" فيجب على العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التَّحلِّي بصفة منها.

وما كان فيه معنى الوعد نقف منه عند الطَّمع والرَّغبة.

وما كان فيه معنى الوعيد نقف منه عند الخشية والرَّهبة.

فهذا معنى أحصاها وحفظها.


١ شأن الدعاء ص ٢٧-٢٨.

<<  <   >  >>