للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الذهبي: (وأصله من حران)

وحران مدينة تقع بالجزيرة الفراتية من أرض العراق ولا يتعارض هذا القول مع ما ذكره ابن كثير في تاريخه حيث قال: (قال غير واحد من الأئمة كان الجعد بن درهم من أهل الشام)

فالجعد بن درهم حراني المولد والنشأة، وكان يسكن الجزيرة الفراتية في أول أمره، وعمل في تلك الفترة معلماً ومؤدباً لمروان بن محمد لما كان والياً على الجزيرة أيام هشام بن عبد الملك٣ ثم انتقل بعد ذلك إلى دمشق وسكن فيها٤ ثم هرب من دمشق إلى الكوفة٥ كما سنفصله عن قريب.

وإذا كان الجعد قد نشأ بحران وتعلم فيها، فإن حران كانت دار الصابئة المشركين٦، وفيها خلق كثير من الصابئة والفلاسفة بقايا أهل دين نمرود والكنعانيين المشركين، وكانت الصابئة إلا قليلاً منهم إذ ذاك على الشرك، وعلماؤهم هم الفلاسفة وكانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل٧ وكان بها هيكل "العلة الأولى" هيكل "العقل الأول" هيكل "النفس الكلية" هيكل "زحل" هيكل "المشترى" هيكل "المريخ" هيكل "الشمس" وكذلك "الزهرة" و"عطارد" و "القمر".


١- تاريخ الإسلام (وفيات ١٠١-١٢٠، ت٣٤٣، ٧/٣٣٧،٣٣٨) .
٢- البداية ١٠/١٩.
٣- مختصر تاريخ دمشق ٦/٥٠، تاج العروس ٢/٣٢١.
٤- مختصر تاريخ دمشق ٦/٥٠، البداية ٩/٣٥٠.
٥- مختصر تاريخ دمشق ٦/٥٠، البداية ٩/٣٥٠.
٦- الرد على المنطقيين ص٢٨٧.
٧- الفتوى الحموية ص٤٨،٤٩.

<<  <   >  >>