للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا يقول ابن عربي:

فإن قلت بالتنزيه كنت مقيداً ... وإن قلت بالتشبيه كنت محدداً

وإن قلت بالأمرين كنت مسدداً ... وكنت إماماً في المعارف سيداً

فمن قال بالإشفاع كان مشركاً ... ومن قال بالإفراد كان موحداً

فإياك والتشبيه إن كنت ثانياً ... وإياك والتنزيه إن كنت مفرداً

فما أنت هو بل أنت هو وتراه ... في عين الأمور مسرحا ومقيداً١

خلاصة أقوال غلاة المعطلة

كلام غلاة المعطلة المتقدم ذكره يدور على أحد أصلين:

١- الأصل الأول:

النفي والتعطيل الذي يقتضي عدمه، بأن جعلوا الحق لا وجود له، ولا حقيقة له في الخارج أصلاً وإنما هو أمر مطلق في الأذهان. وهذا الذي عليه المكذبة النفاة، والمتجاهلة الواقفة، والمتجاهلة اللاأدرية.

٢- الأصل الثاني:

أن يجعلوا الحق عين وجود المخلوقات، فلا يكون للمخلوقات خالق غيرها أصلاً، ولا يكون رب كل شيء ولا مليكه. وهذا الذي عليه حال أهل وحدة الوجود الاتحادية في أحد حاليهم فهذا حقيقة قول القوم وإن كان بعضهم لا يشعر بذلك.

ولذلك كان الغلاة من القرامطة والباطنية والفلاسفة والاتحادية نسخة للجهمية الذين تكلم فيهم السلف والأئمة، مع كون أولئك كانوا أقرب إلى


١- بغية المرتاد ص٥٢٧.

<<  <   >  >>