للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما كثرت الجهمية في أواخر عصر التابعين كانوا هم أول من عارض الوحي بالرأي.)

ثانياً: أن بدعة هؤلاء كانت في أعظم مسائل الإيمان ألا وهي الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته، بل أعظم مسائل الدين وهذا ما لم يسبقهم إليه أحد من أهل المقالات إلا القدرية روى عبد الله بن الإمام أحمد بسنده عن أبي المعتمر سليمان بن طرخان التيمي٢ قال: (ليس قوم أشد نقضاً للإسلام من الجهمية والقدرية، وأما الجهمية فقد بارزوا الله تعالى؛ وأما القدرية فقد قالوا في الله عز وجل)

ودخل رأس من رؤوس الزنادقة يقال له "شمعلة" على المهدي فقال: دلني على أصحابك. فقال: أصحابي أكثر من ذلك. فقال: دلني عليهم. فقال: صنفان ممن ينتحل القبلة: الجهمية والقدرية.

الجهمي إذا غلا قال ليس ثم شيء وأشار إلى السماء. والقدري إذا غلا قال: هما اثنان، خالق خير وخالق شر فضرب عنقه وصلبه.٤

وقال عبد الله بن المبارك: (ليس تعبد الجهمية شيئاً) ٥ وقد مضى عصر الصحابة٦ وعقيدة الإيمان بأسماء الله وصفاته محفوظة


١- الصواعق المرسلة ٣/١٠٦٩-١٠٧٠.
٢- شيخ الاسلام أبو المعتمر سليمان بن طرخان القيسي البصري مولاهم، لم يكن تيميا بل نزل فيهم، ثقة عابد، مات سنة ١٤٣هـ (التقريب ١/٣٢٦) .
٣- السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ١/١٠٤، ١٠٥ رقم (٨) .
٤- كتاب خلق أفعال العباد ص١١، توضيح المقاصد وتصحيح القواعد ١/٤٨.
٥- السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ١/١٠٩ رقم (١٧) .
٦- كان آخر الصحابة موتاً الطفيل عامر بن واثلة الليثي رضي الله عنه، وصحح الذهبي أنه مات سنة عشر ومائة. انظر تدريب الراوي ٢/٢٢٨،٢٢٩.

<<  <   >  >>