للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرحلة ظهور الفلاسفة والباطنية:

بعد ظهور الجهمية والمعتزلة والكلابية والأشاعرة والماتريدية حدث بعد هذا في الإسلام "الملاحدة من المتفلسفة وغيرهم" حدثوا وانتشروا بعد انقراض العصور المفضلة، وصار كل زمان ومكان يضعف فيه نور الإسلام يظهرون فيه.١

(وكان من أسباب ظهورهم أن أهل العراق لما اشتغلوا في أواخر المائة الثالثة وأول الرابعة بالفلسفة وعلوم أهل الإلحاد، سلط عليهم القرامطة٢ الباطنية)

فكان من أسباب ظهورهم أنهم ظنوا أن دين الإسلام ليس إلا ما يقوله أولئك المبتدعون، ورأوا ذلك فساداً في العقل. فرأوا دين الإسلام المعروف فاسداً في العقل.

فكان غلاتهم طاعنين في دين الإسلام بالكلية -باليد والسنان- كالخرمية


١- منهاج السنة ١/٣١٦.
٢- (القرامطة نسبة إلى رجل يقال له حمدان قرمط، كان أحد دعاتهم في الابتداء فاستجاب له جماعة فسموا قرامطة وقرمطة. وهم قوم يدعون الإسلام ويميلون إلى الرفض) تلبيس ابليس لإبن الجوزي (ص١٤٤-١٤٩) .
قال ابن القيم: (القرامطة لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد، ولا رب خالق، ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى، وهم زنادقة يتسترون بالرفض ويبطنون الالحاد المحض) انظر إغاثة اللهفان ٢/٢٦٦.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فالقرامطة الذين يضاهئون الصابئة الفلاسفة والمجوس الثانوية عطلوا وحرفوا الإيمان بالله، وكذلك الإيمان باليوم الآخر، وكذلك العمل الصالح، حتى جعلوا ما جاءت به الشريعة من أسماء الأعمال إنما هي رموز وإشارات إلى حقائقهم كقولهم: إن الصلاة معرفة اسرارنا والصيام كتمان أسرارنا والحج زيارة شيوخنا المقدسين وأمثال ذلك) انظر بغية المرتاد ص٤٩٠،٤٩١.
٣- إغاثة اللهفان ٢/٢٦٩.

<<  <   >  >>