٢ المهرجان: احتفال الاعتدال الخريفي، وهي كلمة فارسية مركبة من كلمتين: الأولى: مِهْر، ومن معانيها الشمس أو المحبة، والثانية: جان، ومن معانيها الروح أو الحياة. (ر: القاموس المحيط ص ٨٩٠، المنجد ص ٢٦) . ٣ ذكره الصيمري في أخبار أبي حنيفة ص٢، والخطيب في تاريخ بغداد ١٣/٣٢٦، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٦/٣٩٥، والمقدسي في مناقب الأئمة الأربعة ص٧٥،٧٦. قلت: الخبر غير صحيح، فإن راوي الخبر هو إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، الكوفي القاضي، حفيد الإمام، ضعفه ابن عدي، وقال عن صالح جزرة: ليس بثقة (ر: الكامل في ضعفاء الرجال ١/٣١٤ لابن عدي، ميزان الاعتدال ١/٨٦٦ للذهبي، تهذيب التهذيب ١/٣٥٤، لسان الميزان ١/٣٩٨ لابن حجر) . ووالده حماد بن أبي حنيفة، ضعفه ابن عدي أيضاً، وغيره من قبل حفظه (ر: الكامل في الضعفاء ٢/٢٥٢، لسان الميزان ٢/٣٤٦ لابن حجر) . ومما يدل على بطلان الخبر ما قد يفهم منه إقرار علي رضي الله عنه لعيدي النيروز أو المهرجان، وهذا غير صحيح - وحاشاه رضي الله عنه من ذلك- فمن المعلوم من الدين أن الإسلام قد ألغى أعياد الجاهلية كلها وأبدلها بعيدي الفطر والأضحى المباركين، لما رواه أنس رضي الله عنه قال: كان لأهل المدينة يومان يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما هذان اليومان؟ " قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر" أخرجه أبو داود (ح ١١٣٤) ، وأحمد (٣/١٠٣) ، والنسائي (ح ١٥٥٦) ، والحاكم (١/٢٩٤) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: ولا يُعان المسلم المتشبه بهم في ذلك، بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد، مخالفة للعادة في سائر الأوقات، غير هذا العيد لم تقبل هديته، خصوصاً إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم، مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد، أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم، وكذلك أيضاً لا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد، لاسيما إذا كان مما يستعان به على التشبه بهم كما ذكرناه. اهـ (ر: إقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ٢/٥٠٩، لابن تيمية تحقيق: د. ناصر العقل) .