للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدينار، وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها.

وكان إذا اكتسى ثوبا جديدا أكسى بقدر ثمنه لشيوخ العلماء، وكان إذا وضع بين يديه الطعام أخذ منه فوضعه على الخبز، حتى يأخذ منه بقدر ما يأكل فيضعه على الخبز ثم يعطيه لإنسان فقير، فإن كان في الدار في عياله إنسان يحتاج إليه دفعه إليه، وإلا أعطاه مسكينا١.

وكان يقول: جعلت عملي أثلاثا: ثلثا لنفسي، وثلثا لوالدي، وثلثا لابني حماد.

قال مسعر ٢: رايت أبا حنيفة يجلس للناس جميع النهار فقلت: متى يتفرغ هذا لعبادة ربه؟ فتعاهدته يصلي العشاء مع الناس ودخل داره، فلما تفرق الناس خرج إلى المسجد فصلى إلى قريب من الصبح، فتعاهدته ليالي وكان ذلك دأبه٣.

قال: ورأيته ليلة يصلي فأخذت كفا من حصى فوضعته على ذيل أبي حنيفة وهو ساجد ومضيت إلى داري، فلما رجعت سحرا فوجدته وإذا الحصى على ذيله بحاله، فعلمت أنه قد زجى الليل كله في سجدة واحدة٤.


١ الخطيب في تاريخ بغداد ١٣/٣٥٨ عن وكيع بن الجراح، ونقله الموفق في مناقب أبي حنيفة ١/٢٨٤.
٢ مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي العامري، أبو سلمة، أحد الأعلام، من ثقات أهل الحديث، توفي بمكة ١٥٥هـ. (ر: حلية الأولياء ٧/٢٠٩، تهذيب التهذيب ١٠/١٠٢) .
٣ الصيمري في أخبار أبي حنيفة ص٤٢، والخطيب في تاريخ بغداد ١٣/٣٥٦.
٤ الصيمري في أخبار أبي حنيفة ص٤٢،٤٣.

<<  <   >  >>