للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال رجل للمزني: يا أبا إبراهيم إن فلاناً يبغضك. قال: ليس في قُرْبه أُنْسٌ ولا في بُعْدِه وَحْشه١.

قال أبو الحسن الحذاء المصري: رأيت فيما يرى النائم المزني فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: ما نفعنا تلك المناظرات، لولا الصوم والصلاة لكنا من الهالكين.

وعن الفريابي قال: كنا نتناظر بين يدي المزني، وكان يستمع إلى المناظرة حتى نتوهم أنه لا يعرف في الفقه شيئاً، ثم يتكلم بعد ما حفظ على المتناظرين.

وعن أبي سعيد محمد بن عقيل قال: قلت للمزني ما تقول في قول الله عز وجل: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} ٢ فلم يقبل منه الإيمان، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمِّه أبي طالب حيث عرض عليه الإيمان فقال: "يا عم إن] ١٣٠/أ [آمنت أشهد لك عند الله"٣. وهذا في الموت، وفرعون في الموت ما الفرق بينهما؟ قال: فقال المزني: كان فرعون خرج من مفاخرة الدنيا ويئس من الحياة فلم يقبل منه الإيمان، وأبو طالب بعد في مفاخرة الدنيا ولَمْ ييئسْ من الحياة فيقبل منه الإيمان.


١ البيهقي في مناقب الشافعي ٢/٣٥٥.
٢ سورة يونس /٩١.
٣ قصة وفاة أبي طالب وعرض النبي صلى الله عليه وسلّم الإسلام عليه، أخرجها البخاري (ر: فتح ٨/٣٤١) ومسلم ١/٥٤،٥٥.

<<  <   >  >>