للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو عبيد القاسم بن سلام: زرت أحمد بن محمد بن حنبل، فلما دخلت عليه بيته قام إلي واعتنقني وأجلسني في صدر مجلسه، وجلس بين يدي فقلت: يا أبا عبد الله، أليس يقال صاحب [١٣٣/أ] البيت أو المجلس أحق بصدر بيته أو مجلسه؟ قال: نعم يَقْعد ويُقعد من يريد. قال: قلت في نفسي: خذ إليك يا أبا عبيد فائدة. ثم قلت: يا أبا عبد الله لو كنت آتيك على حسب ما تستحق لأتيتك كل يوم. فقال: لا تقل ذلك فإن لي إخوانا ما ألقاهم في كل سنة إلا مرة، أنا أوثق بمودتهم ممن ألقى كل يوم. قال: قلت هذه أخرى يا أبا عبيد. فلما أردت القيام قام معي، قلت: لا تفعل يا أبا عبد الله. فقال قال الشعبي: من تمام زيارة الزائر أن يمشى معه إلى باب الدار ويؤخذ بركابه. قال: قلت: يا أبا عبد الله، من عن الشعبي؟، قال: ابن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي. قال: قلت يا أبا عبيد هذه ثالثة. قال: فمشى معي إلى باب الدار وأخذ بركابي١.

قال عبد الوهاب الورَّاق: ما رأيت مثل أحمد. قالوا له: وإيش الذي بان لك من فضله وعلمه؟ قال: رَجُل سُئِل ستين ألف مسئلة فأجاب فيها بأن قال حدثنا وأخبرنا٢.

قال أبو زرعة: حزرنا حفظ أحمد بن محمد بن حنبل بالمذاكرة، وكان يزيد على سبعمائة ألف حديث٣.


١ ابن الجوزي في المناقب ص١٥٢،١٥٣، وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة ١/٢٥٩.
٢ ابن الجوزي في المناقب، ١٨٤، ١٨٥.
٣ المرجع السابق ص١٦٢.

<<  <   >  >>