للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد رثاه المتقدمون والمتأخرون ما حكى لي أبو طاهر الأصبهاني قال: سمعت الإمام أبا المظفر محمد بن أبي العباس الأبيوردي الأموي١ قال: رأيت عبد الله بن أحمد في المنام يقول: لم لا تقول فطال ما نصرتم السنة. فلما أصبحت قلت:

سقى الأوْطَف الساري ضريح ابن حنبل ... ورفَّ به روض من الزهر أَغْيَدُ

ففيه النهى والعلم والحلم والتقى ... وتحت صفيح القبر مجدٌ وسُودد

أعيد به الإسلام غضاً فلم يزل ... يرفع من بنيانه ويشيد

وما الردة الأولى وقد قل عربها ... عتيق وبيض الهند في الهام تغمد

بأدهى من الأخرى التي شَبَّ نارها ... وقد كاد أنوار الشريعة تخمد

رمى أحمد الغاوي بها فرقة الهدى ... فأطفاها شيخ الأئمة أحمد

ولم يثنه عن نصرة الدين موطن ... به الدم يمريه الحسام المهنَّد

وساوره أعداؤه ثم أحجموا ... فولوا شلالاً والفرائص ترعد

وقوَّم در الملحدين بحجة ... يقوم لها الجهمي طوراً ويقعد


أبو المظفر الأموي العنبسي اللغوي، شاعر وقته، وصاحب التصانيف، موصوف بالدين والورع، توفي سنة ٥٥٧هـ (ر: ترجمته في وفيات الأعيان ٤/٤٤٤، سير الأعلام ١٩/٢٨٣ للذهبي) .

<<  <   >  >>