للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نورِ ما] ٩٤/أ [يريده ونفع يوليه.

كالبدر من حيث التفت رأيته ... يهدي إلى عينيك نوراً ثاقباً

كالبحر يقذف للقريب جواهراً ... جوداً، ويبعث للبعيد سحائباً

كالشمس في كبد السماء وضوئها ... يغشي البلاد مشارقاً ومغارباً١

لكن محاسن أنواره لا تثقبها إلا البصائر الجلية، وأطناب ثماره لا يقطفها إلا الأيدي الزكية، ومنافع شفائه لا تنالها إلا النفوس النقية والقلوب التقية، كما قال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} ٢. ثم إنه تعالى إنما جعل حجج الكتاب الأوضح دون الأدق الأغمض، لما أراد من تفهيم كافة البشر فإنهم مخاطبون به إلى يوم القيامة، فهو القول الفصل والميزان العدل، قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} ٣. {مُتَشَابِهاً} : يعني يشبه بعضه بعضاً في الجزالة والفصاحة،


١ هذه الأبيات من الكامل للشاعر أبي الطيب المتنبي المتوفى سنة ٣٥٤هـ: ديوانه بشرح أبي البقاء العكبري ١/١٣٠ ضبط وتصحيح مصطفى السقا وزميلاه، درا المعرفة، بيروت.
٢ سورة الواقعة /٧٩.
٣ سورة الزمر /٢٣.

<<  <   >  >>