للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للعقل والقياس في إثبات صفاته وأسمائه، بل طريق إثباتها التوقيف لا غير١.

- وأنه تعالى لم يزل كان موصوفاً بصفاته، مُسمًى بأسمائه، لم يستفد صفةً ولا اسماً من بعد، بل كان بذاته وصفاته وأسمائه الحسنى فيما لم يزل، كَهُوَ الآن فيما لا يزال٢.

- وأن ما ورد من الأخبار الصحيحة بنقل العدول الثقات تجرى على ظاهرها، ويؤمن بجميعها، ويوكل معانيها٣ إلى الله تعالى، من غير تمثيل ولا


١ خلافاً لبعض المعتزلة الذين زعموا أن أسماء الله وصفاته ليست توقيفية، فأجازوا إطلاق الأسماء والصفات على الله عز وجل بالعقل والقياس.
(ر: مقالات الإسلاميين ص١٩٧ لأبي الحسن الأشعري، الفرق ببين الفرق ص١٨٣، ٣٣٧ للبغدادي، لوامع الأنوار البهية ١/١٢٥)
٢ خلافاً للجهمية والمعتزلة وبعض الرافضة الذين زعموا أنه تعالى صار قادراً على الفعل والكلام بعد أن لم يكن قادراً عليه. (ر: شرح العقيدة الطحاوية ص١٢٧-١٤٥، مقالات الإسلاميين ١/٢٣٨، الفرق بين الفرق ص٣٣٥) .
٣ قوله: "ويوكل معانيها إلى الله تعالى" ليس قول السلف ولا مذهبهم، فإن السلف يؤمنون بأسماء الله وصفاته وبما دلت عليه من المعاني والأحكام، أما كيفيتها فيفوضون علمها إلى الله، وإن ظواهر نصوص الصفات عند السلف معلومة باعتبار المعنى، ومجهولة باعتبار الكيفية التي عليها. كما قال الإمام مالك وشيخه ربيعة وغيرهما في الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. اهـ كذلك قال ابن الماجشون وأحمد بن حنبل وغيرهما من السلف: إنا لا نعلم كيفية ما أخبرنا الله به عن نفسه، وإن علمنا تفسيره ومعناه. اهـ
فمن زعم أن السلف يؤمنون بألفاظ نصوص الأسماء والصفات ويفوضون معانيها فقد جهل على السلف، فإن السلف كانوا أعظم الناس فهماً وتدبراً لآيات الكتاب وأحاديث النبي. صلى الله عليه وسلم.
(ر: درء تعارض العقل والنقل ١/٢٠٦-٢٠٨، نقض التأسيس ٣/١٤٧، الفتوى الحموية الكبرى ص٣٠٦-٣٢١ للإمام ابن تيمية، الإكليل في المتشابه والتأويل في مجموع الفتاوى١٣/٣٠٧-٣١١، تقريب التدمرية ص٧٦-٨٣ لابن عثيمين) .

<<  <   >  >>