للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وأجمعوا أن القرآن كلام الله عز وجل ووحيه وتنزيله غير مخلوق١، ولا محدث] ١٠١/أ [ولا مجهول، ولا مربوب، وأنه قرآن واحد، وهو باق لعينه تكلم الله به على الحقيقة، وأنه في صدورنا محفوظ، وفي ألسنتنا مقروء، وفي مصاحفنا مكتوب، وفي آذاننا مسموع، وهو الكلام الذي تكلم به٢ {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ


١ خلافاً للمعتزلة الجهمية الذين زعموا أن القرآن الكريم مخلوق محدث. (ر: شرح الأصول الخمسة ص٥٢٨ للقاضي عبد الجبار المعتزلي) .
٢ لما ظهر الخوض في صفات الله عز وجل وفي كلام الله خاصة من قبل الزنادقة وفرق المبتدعة، وظهرت فتنة المعتزلة في القول بخلق القرآن الكريم، احتاج أهل السنة والجماعة إلى تعريف القرآن الكريم تعريفاً جامعا شاملاً يظهرون فيه معتقدهم في صفات الله تعالى عامة وفي صفة الكلام خاصة - ومنه القرآن الكريم- ويخالفون بذلك أهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة.
قال عمرو بن دينار (من خيار أئمة التابعين) -رحمه الله-: أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم فمن دونهم منذ سبعين سنة يقولون: الله الخالق وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، منه خرج وإليه يعود. (أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية رقم ٣٤٤، والنقض على المريسي ص١١٦، والبيهقي في السنن١٠/٢٠٥ وإسناده صحيح) .
فالقرآن الكريم: هو كلام الله عز وجلّ بحروفه ومعانيه، منزَّل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم، غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، معجز بسورة منه، متعبد بتلاوته، تكفل الله بحفظه، ناسخ لما سبقه من الكتب السماوية.
(ر: شرح الطحاوية ص١٢١،١٢٢، التحبير في علم التفسير ٣٩،٤٠ للسيوطي) .

<<  <   >  >>