٢ لما ظهر الخوض في صفات الله عز وجل وفي كلام الله خاصة من قبل الزنادقة وفرق المبتدعة، وظهرت فتنة المعتزلة في القول بخلق القرآن الكريم، احتاج أهل السنة والجماعة إلى تعريف القرآن الكريم تعريفاً جامعا شاملاً يظهرون فيه معتقدهم في صفات الله تعالى عامة وفي صفة الكلام خاصة - ومنه القرآن الكريم- ويخالفون بذلك أهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة. قال عمرو بن دينار (من خيار أئمة التابعين) -رحمه الله-: أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم فمن دونهم منذ سبعين سنة يقولون: الله الخالق وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، منه خرج وإليه يعود. (أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية رقم ٣٤٤، والنقض على المريسي ص١١٦، والبيهقي في السنن١٠/٢٠٥ وإسناده صحيح) . فالقرآن الكريم: هو كلام الله عز وجلّ بحروفه ومعانيه، منزَّل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم، غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، معجز بسورة منه، متعبد بتلاوته، تكفل الله بحفظه، ناسخ لما سبقه من الكتب السماوية. (ر: شرح الطحاوية ص١٢١،١٢٢، التحبير في علم التفسير ٣٩،٤٠ للسيوطي) .