وأما قوله: كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ فهو سؤال له عن حاله وعن حقيقة ما هو عليه.
وقد أمر الله بدعاء المؤمنين لإخوانهم المؤمنين خصوصا وعموما في كتابه وعلى لسان رسوله, كما هو معلوم مشهور, لا ينكره إلا جاهل.
وكان من المعلوم أيضا أن دعاء المسلم لأخيه المسلم أفضل وأحب إلى الله من السؤال عن حاله, هذا لا يشك فيه من كان له أدنى ممارسة وإلمام بالعلوم الشرعية, والفرق بينهما ظاهر ليس به _ولله الحمد_ خفاء على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؛ لأن دعاء المسلم لأخيه المسلم مما أمر الله به. فذنب الناهي عن ذلك خطره عظيم, نعوذ بالله من القول على الله بلا علم.
وأما قوله: وهل فيها مسنون وغير مسنون؟ فنقول: كل من اللفظين جائز مسنون, ونحن نذكر ما ذكره العلماء في ذلك, وما ورد فيه من الأحاديث.
قال في"غذاء الألباب": فوائد: الأولى: لا بأس أن يقول لصاحبه: كيف أمسيت؟ وكيف أصبحت؟ قال الإمام أحمد _رضي الله عنه_ لصدقة (١) _وهم في جنازة_: يا أبا محمد كيف أمسيت؟ فقال: مساك الله بالخير
(١) هو صدقة بن موسى, صاحب الإمام أحمد. ترجمته في "طبقات الحنابلة": (١/١٧٨) , و"المقصد الأرشد": (٢/٤٥١) .