[حكم قول الزائر للإخوان في المسجد: إخواننا يسلمون عليكم. ثم يرتفع الصوت بالرد عليه]
...
فصل
المسألة السادسة: قول السائل: إذا قدم بعض الزائرين من الإخوان وقف في المسجد, ثم قال: السلام عليكم أيها الإخوان! إخواننا يسلمون عليكم, ثم ثار أهل المسجد للسلام عليه, وحصل نوع تشويش وقطع صلاة الذين يصلون الراتبة. هل مثل هذا مشروع أم لا؟
الجواب: هذا الذي يفعله بعض الزائرين من الإخوان إذا قدموا على إخوانهم قاموا بعد الصلاة في المسجد, فقالوا: السلام عليكم أيها الإخوان! إخواننا يسلمون عليكم. أمر محدث مبتدع في الدين, لم يفعله أحد من الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على عهد الخلفاء الراشدين من بعده, ولا فعله أحد من التابعين, ولا من بعدهم من أئمة السلف.
ولا ذكر هذا عن أحد من العلماء, فكان أمرا مخترعا مبتدعا في الدين, وشرعا لم يأذن الله به, بل هو مما استحسنه هؤلاء الذين لا معرفة لهم بما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعه لأمته, ويظنون أن هذا قربة لله وطاعة, وما علموا أن البدع لا تكون إلا في الدين. فإذا فهمت ما ذكرته لك وانضاف إلى فعل هذه البدع نوع تشويش على المصلين أو قطع صلاتهم, لم يرجعوا بالكفاف, ووقعوا في أمر عظيم ووعيد شديد, كما ورد في الحديث عن أبي جهيم عبد الله بن الحارث ابن الصمة الأنصاري, قال: قال صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم المار بين يدي المصلين ماذا عليه من الإثم لكان أن يقف