فانظر _رحمك الله_ إلى ما قرره شيخ الإسلام في مسألة الهجر: أن الرجل الواحد قد يجتمع فيه خير وشر, وبر وفجور, وطاعة ومعصية, وسنة وبدعة, فيستحق من الموالاة والثواب والعقاب بقدر ما فيه من الخير, ويستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر, فيجتمع في الشخص الواحد موجبا الإكرام والإهانة, إلى آخر كلامه, فمن أهمل هذا ولم يراعي حقوق المسلم التي يستحق بها الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير, وكذلك يراعي ما فيه من الشر والمعصية والفجور والبدعة وغير ذلك فيعامله بما يستحقه من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر, فمن ترك هذا وأهمله سلك مسلك أهل البدع المخالفين لأهل الإسلام ومن حذا حذوهم ولا بد.
وتأمل قوله: وهذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة, وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه, فلم يجعلوا الناس إلا مستحقا للثواب أو مستحقا للعقاب فقط. فإن هذا مخالف لما قاله أهل السنة والجماعة.
ثم انظر إلى ما يقوله هؤلاء المخالفون للمشايخ, هل هم متبعون لما عليه أهل السنة والجماعة, أو متبعون لمن خالفهم, يتبين لك خطأهم فيما ينقلونه وهم لا يعرفون معناه وما يراد به, بل يحكمون على أقوال أهل العلم بمجرد آرائهم وأفهامهم القاصرة. وما أحسن ما قال القائل: