للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث عطاء (١) : "كان معاوية إذا رفع رأسه من السجدة الأخيرة كانت إياها". يقول: "اسم كان ضمير السجدة، و"إياها"الخبر، أي كانت هي هي، و"إيا"اسم مبني وهو ضمير المنصوب، والضمائر التي تضاف إليها من الهاء والكاف والياء لا موضعَ لها من الإعراب في القول القوي، وقد تكون"إيَّا"بمعنى التحذير".

وفي حديث زيد بن أرقم (٢) : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خطبهم فقال: "أما بعدُ". يقول: "وتقدير الكلام فيها: أمَّا بعدَ حَمْدِ الله تعالى فكذا وكذا، و"بعد"من ظروفِ المكانِ التي بابُها الإضافة، فإذا قُطِعت عنها وحُذِفَ المضاف إليه بُنِيَتْ على الضم كـ قَبْل".

وأورد الحديث (٣) : أنَّه عليه الصلاة السلام، كان يُرَقِّصُ الحسن والحسين ويقول:

حُزُقَّةٌ حُزُقَّهْ ... تَرَقَّ عينَ بَقَّهْ

فقال: و"حُزُقَّةٌ"مرفوعٌ على خبر مبتدأ محذوف تقديره: أنت حُزُقَّةٌ، و"حُزُقَّة"الثاني كذلك، أو أنه خبر مكرر، ومن لم ينوّن"حُزُقَّة"أراد: يا حُزُقَّة، فحذف حرفَ النداء، وهو من الشذوذ، كقولهم: أطرِقْ كرا؛ لأنَّ حرف النداء إنما يحذف من العَلَم المضموم أو المضاف".

وذكر حديث لقيط (٤) "لَعَمْرُ إلهكِ" فقال: "وهو رفعٌ بالابتداءِ، والخبر محذوفٌ تقديره: لَعَمْرُ الله قسمي، واللام للتوكيد، فإن لم تأت باللام نصَبْتَه


(١) النهاية: ١ / ٨٨.
(٢) النهاية: ١ / ١٤٠.
(٣) النهاية: ١ / ٣٧٨.
(٤) النهاية: ٣ / ٢٩٨.

<<  <   >  >>