للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الركوع فقد أدرك الركعة وعليه أن يركع بعد ذلك، وهذا قول محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (١) وزفر ابن الهذيل (٢) ، والليث بن سعد (٣) .

واستدلوا: بأنه أدرك الإمام فيما له حكم القيام بدليل جواز تكبيرات العيدين فيه فصار كما لو كبر الإمام قائماً فركع ولم يركع المؤتم معه حتى رفع رأسه (٤) .

ونوقش: بأن الشرط هو مشاركة الإمام في أفعال الصلاة ولم توجد لا في القيام ولا في الركوع بخلاف ما استشهد به فإنه شاركه في القيام (٥) .

وأيضاً: لا نسلم صحة مثل هذا إلاَّ من عذر.

وقد ذكر فقهاء الحنفية أن ثمرة الخلاف بينهم وبين زفر تظهر في أن من أدرك الإمام راكعاً وكبر ولم يركع حتى رفع الإمام فهو عند زفر لاحق فيأتي بهذه


(١) هو: الإمام الفقيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولد سنة ٧٤ ? ومات سنة ١٤٨ ?، وتولى القضاء بالكوفة ثلاثاً وثلاثين سنة تفقه بالشعبي، ومن تلاميذه سفيان الثوري. انظر: وفيات الأعيان ٤/١٧٩ - ١٨١.
(٢) ينظر: تبيين الحقائق ١/١٨٤، والبحر الرائق ٢/٨٢.
وزفر هو: زفر بن الهذيل العنبري الفقيه المجتهد، أبو الهذيل بن الهذيل بن قيس بن مسلم ولد سنة ١١٠ ? حدث عن الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وأبي حنيفة وغيرهم، وكان ثقة مأموناً، وكان من بحور الفقه تفقه بأبي حنيفة وهو من أكبر تلامذته توفي سنة ١٥٨?. ينظر: سير أعلام النبلاء ٨/٣٨، ٤١.
(٣) مصنف عبد الرزاق ٢/٢٧٩ رقم (٣٣٦٢) ، والتمهيد ٧/٧٣.
والليث هو: الليث بن سعد بن عبد الرحمن، الإمام الحافظ شيخ الإسلام ولد سنة ٩٤ ?، سمع عطاء ابن أبي رباح، وابن أبي مليكة، والزهري، وغيرهم، وروى عنه خلق كثير توفي سنة ١٧٥ ?. ينظر: حلية الأولياء ٧/٣١٨، وسير أعلام النبلاء ٨/١٣٦.
(٤) تبيين الحقائق ١/١٨٤ وما بعدها، والبحر الرائق ٢/٨٢.
(٥) انظر: المصدرين السابقين.

<<  <   >  >>