للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

واعترض على دخول المشرك في الحديثين للمسجد: بأن ذلك كان متقدماً على نزول الآية أو أن كلاً منهما واقعة عين فلا ينبغي أن تدفع بها الأدلة وقد يمكن أن يقال أنه إنما ربط ثمامة في المسجد لينظر حسن صلاة المسلمين واجتماعهم عليها، وحسن آدابهم في المسجد فيستأنس بذلك ويسلم وكذلك كان١.

واعترض على هذا الاعتراض:

بأن الحديثين صريحا الدلالة في جواز دخول الكافر المسجد وما اعترض به عليهما لا دليل عليه٢.

ج ـ حديث عثمان بن أبي العاص ـ رضي الله عنه ـ أن وفد ثقيف لما قدموا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم فاشترطوا أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا٣ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “ لكم أن لا تحشروا ولا تعشروا ولا خير في دين ليس فيه ركوع “ ٤.

وجه الدلالة من الحديث:

أنه واضح الدلالة على جواز دخول الكافر للمسجد يقول الامام الخطابي “وفي هذا الحديث من العلم أن الكافر يجوز له دخول المسجد لحاجة له فيه أو


١ انظر الجامع لأحكام القرآن ٨/١٠٥.
٢ انظر الحاوي ٢/٢٦٨.
٣ قوله ((لا تحشروا)) معناه: الحشر في الجهاد والنفير له، وقوله ((وأن لايعشروا)) معناه: الصدقة أي لا يؤخذ عشر أموالهم. وقوله ((أن لا يجبوا)) معناه: لا يصلوا، وأصل التجبية أن يكب الإنسان على مقدمه ويرفع مؤخره " انظر معالم السنن ٣/٤٢١.
٤ أخرجه أبو داود ٣/٤٢١ في كتاب الإمارة والخراج باب ما جاء في خبر الطائف، وابن ماجه ١/٥٥٩ في كتاب الصلاة باب فيمن أسلم في شهر رمضان، وابن خزيمة ٢/٢٨٥ في أبواب الأفعال المباحة في الصلاة، والبيهقي ٢/٤٤٤ في كتاب الصلاة باب المشرك يدخل المسجد وصححه ابن خزيمة.

<<  <   >  >>