للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٢- قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} ١.

وجه الدلالة من الآية:

أن المسلم السكران وكذلك الجنب يمنعان من قربان الصلاة، والنهي عن قربان الصلاة نهي عن قربان موضعها وهو المسجد فمنع الكافر من باب أولى٢.

وقد يعترض على هذا الاستدلال.

بأن الآية واردة في شأن الحائض والجنب وليست في شأن الكافر وليس في الآية ما يدل على منع الكافر من دخول المسجد.

٣- وقوله تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ٣.

وجه الدلالة من الآية:

أن الكافر ليس له أن يدخل المسجد بحال٤.

أعترض على هذا الاستدلال:

بأن الآية نزلت في مشركي مكة، وأراد بالمساجد المسجد الحرام منعوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه من حجه والصلاة فيه عام الحديبيه، وإذا منعوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أن يعمره بذكر الله فقد سعوا في خرابها. أولئك ما كان


١ آية ٤٣ سورة النساء.
٢ انظر تحفة الراكع والساجد ص ١٩٨.
٣ آية ١١٤ من سورة البقرة.
٤ انظر الجامع لأحكام ٢/٧٨.

<<  <   >  >>