للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن -وكلتا يديه يمين- الذين يعدلون في حكمهم، وأهليهم وما ولوا))، وفي هذا دليل على العناية بهم؛ لكونهم عن يمينه -جل وعلا- ودليل على شدة قربهم منه، وفوزهم برضوانه، ومن العدل عدل كل والٍ في ولايته عدل الراعي مع رعيته بتوفير حاجاتهم، وقضاء مصالحهم، والتسوية بينهم في الحقوق، وحفظ الضروريات الخمس التي تقوم عليها الحياة، وهي الدين، والعقل، والعرض، والمال، والحياة، ومن العدل عدل الرجل مع نسائه، وعدله مع أولاده؛ فلا يجوز أن يميل ذو النساء إلى امرأة دون الأخرى كما لا يجوز أن يميل الوالد إلى ولد دون الآخر فقد قال الله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ ولَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} (النساء: ١٢٩).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما دون الأخرى جاء يوم القيامة، وشقه ساقط))، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم، وقد جاءه بشير أبو النعمان فقال: يا رسول الله، اشهد علي أني أعطيت النعمان كذا، وكذا، فقال: ألك ولد غيره؟ قال: نعم، قال: أكل أولادك أعطيت مثل النعمان؟ قال: لا، قال: اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم)).

ومن العدل: أن يعدل الإنسان مع غيره في المعاملات بإيفاء جميع ما عليه، وألا يبخس الناس أشياءهم، ولا يغشهم، ولا يخدعهم، ولا يظلمهم قال الله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ والْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ} (الأنعام: ١٥٢) وتوعد المخالفين فقال: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وإِذَا كَالُوهُمْ أو وزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (المطففين: ١ - ٣)، وهكذا أمر الله -سبحانه وتعالى- بالعدل، ونهى عن الجور، والظلم، ولقد قام المؤمنون بما أمرهم الله تعالى به من الحق، والعدل، وأعطوا كل ذي حق حقه، ولم يفرقوا بين الناس في ذلك لجنس أو لون أو دين.

<<  <   >  >>