للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن أجل هذه النظرة الخاطئة توقف نشر الإسلام - دين التوحيد - وانتشاره، حتى طمع فيهم من لا يساويهم، ومن أجل ترك المسلمين ما هم مطالبون به نحو دينهم خرج من الإسلام أقوام استهوتهم زخارف الحياة، ولذائذها فكانوا من الخاسرين.

إن خصوم الإسلام أذهلهم وهالهم تزايد عدد الأولاد عند المسلمين في كل الأقطار، وهذا بالطبع لا يكون في صالح خصومهم ولا يعجبهم، فهم يريدون أن يكون المسلمون أقلية ضعيفة غير قوية، فعملوا - الخصوم - ما استطاعوا لذلك، وأكثروا من الوسائل لصرف المسلمين عن التمسك بدينهم، كما أكثروا من وسائل إخراجهم منه، كالتعليم اللاديني، ومن تلك الوسائل ما أشاعوه في أوساطهم من مخاوف المجاعة الناتجة عن كثرة الأولاد وما يتبعها من نفقة المعيشة، والتعليم، والكفالة وغير هذا، وجسموا لهم شبح المجاعة التي تنتظرهم في مستقبل أيامهم، فأدخلوا الاقتصاد والحساب في حياة المسلم، وبعد عمليات الضرب، والطرح، والقسمة، نشروا نتيجة الحساب، وأذاعوا أن كل شعب لا يستعد من الآن لأخذ الحيطة على حياة أبنائه في المستقبل فسيكون مهددا بالمجاعة، بل بالموت جوعا إذا حل الأجل الذي أفصحت به عملية الحساب، فسارع المسلمون المساكين! إلى الدعاية لذلك والعمل بوسائل التقليل من إنجاب الأولاد، خوفا من الموت جوعا، ومن رؤسائهم من خصص جائزة لمن نظم ذريته كما يريد عدوه، من إضعافه، وتقليل قيمته، ونتيجة ذلك جعلت المسلمين لا يساوون شيئا.

نقول لأصحاب هذا التفكير، أن تفكيركم سقيم، وحسابكم عقيم، لأن تفكيركم مبني على عدم إيمانكم بالخالق الرازق، فالإسلام يأمر المسلم بالسعي والعمل حتى يضمن لنفسه ولأطفاله الحياة الهنية الكريمة، وينهاه عن الكسل والقعود عن العمل، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الموضوع لا تخفى أهميتها، وكلمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بينة واضحة في الحث على العمل والنهي عن تركه، قال رضي الله عنه: (لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة).

لهذا فغير المسلمين ينظرون إلى الحياة نظرة الجاحد لرب الكائنات ورازقها، ونحن - المسلمين - ننظر إليها نظرة المؤمن بربه، الواثق بوعده، وهو جلت

<<  <   >  >>