للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال لنا أعرابي إلى جنبه: إنه أمركم أن ترتفعوا، قال الخليل: هو من قول الله عز وجل: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} فصعدنا إليه١.

وقال ابن القيم: "إن ظاهر الاستواء وحقيقته هو العلو والارتفاع، كما نص عليه جميع أهل اللغة والتفسير المقبول"٢.

ولما كان هذا هو معنى الاستواء في لغة العرب فقد تكلم السلف والمفسرون بهذا المعنى عند تفسير هذه الآية، فقد روي عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال: علا على العرش٣، وقد روى ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن أبي العالية في تفسير الآية السابقة الذكر قال: ارتفع٤.

وقد روى عن الحسن البصري والربيع بن أنس مثله"٥.

وقد روى اللالكائي بسنده عن بشر بن عمر قال: "سمعت غير واحد من المفسرين يقولون: إ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، قال: على العرش استوى: ارتفع٦.

وفي هذا التفسير لمعنى الاستواء من قبل السلف رد على من زعم


١ "التمهيد": (٧/ ١٣١- ١٣٢) .
٢ انظر: "مختصر الصواعق": (٢/ ١٤٥) .
٣ انظر: "فتح الباري": (١٣/ ٤٠٣) .
٤ "مجموع الفتاوى": (٥/ ٥١٩) .
٥ "مجموع الفتاوى": (٥/ ٥١٩) .
٦ "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة": (٣/ ٣٩٧) .

<<  <   >  >>