شريعة الإسلام في مجال العبادات والمعاملات تتسم بالوسطية، فهي بين الغلو والتهاون، بين الإفراط والتفريط، وما الشواهد المتكاثرة في القرآن والسنة على تقرير الوسطية إلا مظاهر تقرر أنها شريعة صالحة لكل عصر ومصر. مثل قوله صلى الله عليه وسلم:«أما أنا فأصوم وأفطر وأرقد وأصلي وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني»[متفق عليه] .
ولقد استنبط العلماء القواعد الفقهية والأصولية من تشريعات الإسلام مثل قولهم: الضرورات تبيح المحظورات، والضرورة تقدر بقدرها، وغيرها كثير كلها تنبئ بعظمة هذا الدين وأنه دين الوسطية والاعتدال قال تعالى:{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[المائدة: ٥٠] .