ومن السنة النبوية عشرات الأمثلة يتبين من خلالها أنه صلى الله عليه وسلم كان يربي أصحابه على الحوار حتى في أحلك الظروف وفي المواقف التي تستدعي أناة وترويا، ومثاله ما كان يوم الحديبية لما كتب الصلح ورأى بعض المسلمين فيها إجحافا، وقع حوار بين بعضهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، قال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
- ألست نبي الله حقا؟
- قال: بلى.
- قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟!
- قال: بلى.
- قلت: فلم نعطى الدنية في ديننا إذا؟!
- قال: إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري.
- قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟!
- قال: بلى. فأخبرتك أنا نأتيه العام؟!
- قال: قلت لا.
- قال: فإنك آتيه ومطوف به.
- قال:فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا؟
- قال: بلى.
- قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟
- قال: بلى.
- قلت: فلم نعطى الدنية في ديننا إذاً؟
- قال: أيها الرجل، إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق.