وقد تكلم بعضهم في حماد بن أبي سليمان، فقال الإمام أحمد: ((حماد مقاربُ الحديث، ما روى عنه سفيان وشعبة، ولكن حماد بن سلمة عنده عنه تخليط)) ، وفي رواية: ((أما روايات القدماء عن حماد فمقاربة؛ كشعبة وسفيان وهشام، وأما غيرهم فقد جاؤا عنه بأعاجيب)) . قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (٥ / ٢٣٦) معلقًا على هذه العبارة: ((إنما التخليط فيها من سوء حفظ الراوي عنه)) . وكان قد قال (ص٢٣١) : ((العلامة الإمام، فقيه أهل العراق)) . وذكره في "ميزان الاعتدال" (١ / ٥٩٥ رقم ٢٢٥٣) وقال: ((أحد أئمة الفقهاء … ، تكلم فيه للإرجاء، ولولا ذكر ابن عدي له في "كامله" لما أوردته)) . اهـ. فهذان أمران مما يدفع بهما عن حماد، أحدهما: أن الضعف يكون في الراوي عنه، والثاني: أن جرح بعضهم له يحمل على تلبُّسه ببدعة الإرجاء. وقد يكون الجارح من المتشددين في الجرح كأبي حاتم، فإنه قال عن حماد هذا: ((هو صدوق، ولا يحتجّ بحديثه، هو مستقيم في الفقه، وإذا جاء الآثار شوَّش)) . =