وأزيد هنا فأقول: بل إن ابن حبان ذكر هذا الحديث بعينه في ترجمته مما انتُقد عليه، كما عدّه العقيلي وابن عدي. فالحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣ / ٥٣٧) وعزاه للمصنِّف وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في "الأسماء والصفات". وذكره صاحب "كنز العمال" (١١ / ٥٠٩ رقم ٣٢٣٨٠) وعزاه لأبي يعلى والسراج والحاكم والبيهقي وابن النجار. وقد أخرجه الحاكم في "المستدرك" (١ / ٢٨) من طريق المصنِّف، به مثله، إلا أنه قدَّم فيه وأخر، ثم قال الحاكم: ((قد اتفقا جميعًا على الاحتجاج بحديث سعيد بن منصور. وحميد هذا ليس بابن قيس الأعرج. قال البخاري في "التاريخ": حميد بن علي الأعرج الكوفي منكر الحديث، وعبد الله بن الحارث النجراني محتج به، واحتج مسلم وحده بخلف بن خليفة، وهذا حديث كبير في التصوّف والتكلم، ولم يخرجاه)) . اهـ. وهذا الحديث من الأحاديث التي وقعت للحاكم في أول الكتاب، وهو الجزء الذي بيّضه ونقّحه، فهذا يدل على تساهل الحاكم رحمه الله الشديد، حيث خرّج هذا الحديث، وذكر علّته، ثم أورد بعده شاهدًا له في لبس الصوف من طريق واهٍ. بل الأعجب من ذلك: أن الحاكم أخرجه بعد ذلك في كتاب التفسير (٢ / ٣٧٩) من طريق عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي وخلف بن خليفة، عن حميد =