قال الترمذي بعد أن رواه من طريق سفيان بن عيينة موقوفًا: ((هذا الحديث أصح من حديث محمد بن إسحاق؛ لأنه روي من غير وجه هذا الحديث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عن علي موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلا ما روي عن محمد بن إسحاق. وقد رَوَى شعبةُ هذا الحديث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الله بن مرَّة، عن الحارث، عن علي موقوفًا)) . ولم ينفرد به الحارث الأعور. فقد أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (١ / ٤ / ٤٦٢ - ٤٦٣ رقم ٢٩٨٤) من طريق وكيع. وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (١٤ / ١١٨ رقم ١٦٤٠٥ و ١٦٤٠٨) من طريق أبي داود الطيالسي ووكيع. كلاهما عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن علي أنه لقيه رجل يوم النحر فأخذ بلجامه، فسأله عن يوم الحج الأكبر فقال: هو هذا اليوم. وقد تصحف اسم شعبة في المطبوع من المصنف إلى: ((سعيد)) . وسند هذه الطريق صحيح، وقد قال شعبة: ((لم يسمع يحيى بن الجزار من علي إلا ثلاثة أشياء: أحدها: أنَّ النَّبِيَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم - كان على فَرْضَة من فُرَض الخندق، والآخر: أن عليًّا سئل عن يوم الحج الأكبر، ونسي محمود الثالث)) . اهـ. من ((تهذيب الكمال)) (٣١ / ٢٥٣) ، ومحمود هو ابن غيلان الراوي لهذه الحكاية عن شبابة بن سوّار، عن شعبة. وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا (١٤ / ١٢١ رقم ١٦٤٢٧) من طريق الشعبي، عن علي.