للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِهِ، فَمَاتَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: الشَّهِيدُ الشَّهِيدُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا يُنَادِي فِي النَّاسِ: أَنَّهُ لَا يدخل [ل ١٤٠/ب] الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلَا يَدْخُلُهَا عاصٍ (١). قَالَ مُجَاهِدٌ: مَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا، وَمِنْ حَدِيثِهِ: لَقَدْ ضُمَّ سعد ضَمَّة (٢).


(١) أما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ)) فهو صحيح كما سيأتي، وأما قوله هنا: ((ولا يدخلها عاص)) فلم أجده من طريق صحيح كما سيأتي، ولو صح لكان معناه: لا يدخلها دخولاً أوَّليًا، وإنما بعد أن يلقى جزاءه)) من جهنم، وهذا في حق أصحاب الكبائر الذين لم يُغفر لهم، لا في كل معصية، وإنما يحمل على هذا المعنى لوجود أدلة أخرى تدل على دخول العصاة وأصحاب الكبائر من الأمة المحمدية الجنة، إما بالشفاعة، أو بحسنات ماحية، أو بعد أن يلقوا جزاءهم، وهذا معتقد أهل السنة في التوفيق بين نصوص الوعد والوعيد.
(٢) يعني سعد بن معاذ رضي الله عنه كما سيأتي.
١٠٣٢ - سنده ضعيف لإرساله، وهو صحيح إلى مُرْسِله مجاهد رحمه الله، وصححه الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) (٦/ ٩٠) عن مجاهد من رواية المصنِّف.
والحديث أعاده المصنف هنا، وكان رواه في المطبوع من ((سننه)) بتحقيق الأعظمي (٢/ ٢٠٨ - ٢٠٩ / رقم ٢٤٩٤) كتاب الجهاد، باب ما جاء فيمن خالف الإمام، وهو في النسخة الخطية عندي (ل ٨٠ / ب)، وفيها: ((مقوي)) بالياء.
وذكره السيوطي في ((شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور)) (ص ١٤٩) مختصرًا، وعزاه لمصنف عبد الرزاق.
وقد أخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (٥/ ١٧٧ - ١٧٨ / رقم ٩٢٩٤). =