وأما قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ)) ، فهو صحيح؛ أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (٦ /١٧٩ رقم ٣٠٦٢) في الجهاد، باب: ((إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر)) ، و (٧ / ٤٧١ رقم ٤٢٠٣ و ٤٢٠٤) في المغازي، باب غزوة خيبر. ومسلم في ((صحيحه)) (١ / ١٠٥ - ١٠٦ رقم ١٧٨) في كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه. كلاهما من حديث أبي هريرة، وفيه قصة. ثم أخرجه البخاري أيضًا (١١ / ٣٧٨ رقم ٦٥٢٨) في الرقاق، باب الحشر. ومسلم أيضًا (١ / ٢٠١ رقم ٣٧٨) في كتاب الإيمان، باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة. كلاهما من حديث ابن مسعود، وفيه زيادة. وأما قول مجاهد: وَمِنْ حَدِيثِهِ: لَقَدْ ضُمَّ سَعْدٌ ضَمَّة، فيشير إلى قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ سعد بن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا مَاتَ: ((لقد ضُمّ ضَمَّة، ثم أفرج عنه)) . وهوحديث أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (٣ / ٤٣٠) . والنسائي في ((سننه)) (٤ / ١٠٠ - ١٠١) في كتاب الجنائز، باب ضمة القبر وضغطته. كلاهما من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله بن عمر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى الله عليه وسلم -: ((لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفُتحت له أبواب السماوات، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة لم ينزلوا الأرض قبل ذلك، ولقد ضُمَّ ضَمَّة، ثم أفرج عنه)) يعني سعد بن معاذ. هذا لفظ ابن سعد، وفيه زيادة على لفظ النسائي، وسنده صحيح، =