وعليه فالحديث بمجموع هذه الطرق صحيح عن ابن مسعود على الخلاف في رفعه ووقفه، وهو وإن كان موقوفًا، إلا أن له حكم الرفع، فمثله لا يقال بالرأي، وقد جاء مرفوعًا في الصحيحين من غير طريق ابن مسعود كما أشار لذلك الحافظ ابن كثير كما سبق. فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (١٣/ ٤٢٠ - ٤٢٢ رقم ٧٤٣٩) في التوحيد، باب {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}. ومسلم في "صحيحه" (١/ ١٦٧ - ١٧١ رقم ٣٠٢) في الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية. كلاهما من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا، وفيه: ((ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحلّ الشفاعة، ويقولون: اللهم سلِّم سلِّم))، قيل: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: ((دَحَض مزلّة فيه خطاطيف وكلاليب وحَسَك تكون بنجد فيه شويكة يقال لها السعدان، فيمرّ المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناجٍ مُسَلَّم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم … ))، الحديث بطوله، واللفظ لمسلم، والله أعلم. (١) هو ثابت المكي، مجهول، روى عن ابن عباس، ولم يرو عنه سوى عمرو بن دينار، ذكره البخاري في "تاريخه" (٢/ ١٧٣ رقم ٢٠٩٩)، وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٦١ رقم ١٨٦١)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٩٦) وقال: ((لا أدري من هو، ولا ابن من هو؟))، وانظر "لسان الميزان" (٢/ ٨١ رقم ٣٢١). [١٧٥] سنده ضعيف لجهالة ثابت المكي الذي يرويه عن ابن عباس. =