للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

رابعها: أن فيها إشكالًا من ناحية تاريخ نسخها، ففي أولها يذكر الراوي عن ابن أبي نصر أنه - أي ابن أبي نصر - أخبر بها في صفر سنة عشرين وأربع مائة، وفي خاتمتها يجعل الناسخ تاريخ نسخها شوال سنة ثمان وثمانين وأربع مائة، أي بعد سماعها بثمان وستين سنة.

وهذا يدل على أن ناسخها ليس هو من سمعها من ابن أبي نصر، وبخاصة إذا علمنا أنها رويت من طريق شيخين عنه - كما وقع في إسناد ابن حجر - وكل منهما قد توفي قبل هذا التاريخ بمدة.

ولو فرض أن الذي سمعها منه غيرهما، وأنه عاش إلى هذا التاريخ؛ فيبعد أن يسمعها ثم ينسخها بعد ثمان وستين سنة.

إلا إن يكون الناسخ لم يدرك ابن نصر أصلًا، وإنما وقعت له نسخة أحد تلاميذه - سواء سمعها من هذا التلميذ أم لا - فنسخها بإسنادها دون أن يذكر اسم التلميذ في أولها، وثبوت هذا يفسر وقوع الخلل فيها.

وعلى أي تقدير، ففي النسخة إشكال ظاهر.

وقد وقع فيها تقديم وتأخير في اللوحة (١٤)، فدخلت تتمة باب "تسمية الإيمان بالقول دون العمل" في أثناء الباب التالي: "باب من جعل الإيمانَ المعرفةَ بالقلب وإن لم يكن عملٌ".

وقد بيَّن الناسخ وجه الصواب قولًا فقال: "تمام هذا الباب [أي باب من جعل الإيمانَ المعرفةَ بالقلب … ] من ثالث سطر من الكراسة، والإلحاق

<<  <   >  >>