للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب من جعل الإيمانَ المعرفةَ بالقلب وإن لم يكن عملٌ (١)

قال أبو عبيد: قد ذكرنا ما كان من مفارقة هؤلاء (٢) القوم (٣) إيَّانا [في أن] (٤) العمل من الإيمان، على أنهم وإن كانوا لنا مفارقين فإنهم ذهبوا إلى مذهبٍ قد يقع الغَلط في مثله.

ثم حدثت فرقةٌ ثالثةٌ شَذَّت عن الطائفتين جميعًا؛ ليست من أهل العلم ولا الدين، فقالوا: الإيمان معرفةٌ بالقلوب بالله وحده، وإن لم يكن هناك قولٌ ولا عملٌ.

وهذا منسلخٌ عندنا من قول أهل الملَّة الحنيفيَّة (٥)، لمعارضته (٦) لكلام الله ورسوله بالرَّدِّ والتكذيب.

ألا تسمع قوله: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ﴾ … الآية [البقرة: ١٣٦].

فجعل القول فرضًا حتمًا كما جعل معرفته (٧) فرضًا، ولم يرضَ بأن يقول: اعرفوني بقلوبكم.


(١) أي: من قول باللسان أو عمل بالقلب أو بالجوارح، وهذا مذهب الجهمية.
(٢) "هؤلاء" ساقطة من المطبوع.
(٣) أي مرجئة الفقهاء.
(٤) زيادة من المطبوع.
(٥) في المطبوع: "الملل الحنفية".
(٦) في الأصل: "لا معارضة".
(٧) أي معرفة الله .

<<  <   >  >>