للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ﴿لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ﴾ [الفتح: ٤].

وموضعان آخران قد ذكرناهما في الباب الأول (١).

فاتَّبع أهل السُّنة هذه الآيات، وتأوَّلوها أن الزيادات هي الأعمال الزاكية.

وأما الذين رأوا الإيمان قولًا ولا عمل؛ فإنهم ذهبوا في هذه الآيات إلى أربعة أوجه:

أحدها: أن قالوا: أصلُ الإيمان الإقرارُ بجُمَل الفرائض، مثل الصلاة والزكاة وغيرها، والزيادةُ بعد هذه الجمل؛ وهو (٢) أن تؤمنوا بأن هذه الصلاة المفروضة (٣) هي خمس، وأن الظهر هي أربع ركعات، والمغرب ثلاث (٤)، وعلى هذا رأوا سائر الفرائض.

والوجه الثاني: أن قالوا: أصلُ الإيمان الإقرارُ بما جاء من عند الله، والزيادة تمكنٌ من ذلك الإقرار.

والوجه الثالث: أن قالوا: الزيادة في الإيمان: الازدياد من اليقين.

والوجه الرابع: أن قالوا: إن الإيمان لا يزداد أبدا، ولكن الناس يزدادون منه.

وكل هذه الأقوال لم أجد لها مصدِّقًا في تفسير الفقهاء، ولا في كلام العرب.


(١) انظر ما تقدم ص (٣٤).
(٢) كذا في الأصل، والأصح - والله تعالى أعلم -: "وهي" لأن الضمير عائد على الزيادة لا على الأصل.
(٣) في الأصل: "مفروضة".
(٤) في المطبوع: "ثلاثة".

<<  <   >  >>