للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جميعًا: داخلون، وبعضهم فيها أكثر مدخلًا (١) من بعض.

فهذا الكلام المعقول عند العرب السائرُ فيهم، فكذلك المذهب في الإيمان، إنما هو دخولٌ في الدين قال الله : ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ [النصر: ١ - ٣].

وقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ [البقرة: ٢٠٨]، فالسِّلم: الإسلام، وقوله: ﴿كَافَّةً﴾ معناها عند العرب: الإحاطة (٢) بالشيء.

قال رسول الله : "بُني الإسلام على خمس" (٣)، فصارت الخمس كلها هي الملَّة التي سمَّاها الله سِلمًا مفروضًا.

فوجدنا أعمالَ البِرِّ، وصناعاتِ الأيدي، ودخولَ المساكن؛ كلُّها تشهد على اجتماع الاسم، وتفاضل الدرجات فيها.

هذا في التشبيه والنظر، مع ما احتججنا (٤) به من الكتاب والسنة.

فهكذا الإيمان هو درجاتٌ ومنازلٌ، - وإن كان سمَّى أهلَه معًا (٥) اسمًا واحدًا -؛ إنما (٦) هو عملٌ من أعمال تعبَّد الله به عباده، وفرَضَه على جوارحهم، وجعل أصلَه في معرفة القلب، ثم جعل المنطقَ شاهدًا عليه، ثم


(١) في الأصل: "مدخل".
(٢) في الأصل: "بالإحاطة".
(٣) تقدم تخريجه ص (٣٦).
(٤) في الأصل: "احتجاجنا".
(٥) "معًا" ساقطة من المطبوع.
(٦) في المطبوع: "وإنما".

<<  <   >  >>