وهي تختلِفُ مِن عالم إلى آخر من حيث ألفاظُها ودلالَاتُها، وربما تختلِفُ عندَ العالم الواحد مِن موضع إلى آخر، لِعدم وجودِ اصطلاح متفقٍ عليه بينهم، فلا بُد من معرفة المراد من تلك العباراتِ التي يقولها أحدهم في حق الرواة ومصطلحاتهم فيها؛ لأنها عماد "الجرح والتعديل" ومعيارُ الحكم على الرواة، ومدار تصحيح الأحاديث أو تضعيفها بالجملة.
فقول البخاري في الراوي:"سكتوا عنه" يعني أنه متروك، وقوله فيه:"فيه نظر" يطلقها في من هو أسوأ حالًا من الضعيف، وعبارة:"مقارب الحديث" للحسن الحديث، وقد صرح بأن من قال فيه:"منكر الحديث"، لا تحل الرواية عنه.
وكان عبد الرحمن بن مهدي يستعمل لفظة "الصدوق" للثقات الذين هم دون الإثبات، فقد قيل له: أبو خلدة (خالد بن دينار التميمي السعدي البصري) ثقة؛ فقال: كان صدوقًا، وكان مأمونًا، الثقة سفيان وشعبة" (١). وأبو خلدة هذا مجمع على توثيقه، كما بيناه في تحرير أحكام التقريب"، ومع ذلك قال ابن حجر في "التقريب": "صدوق" لعدم إدراكه لمدلول هذا اللفظ عند ابن مهدي كما يظهر.
وقول ابن معين في الراوي: ليس بشيء، يعني أن أحاديثه قليلة أحيانًا، ويعني تضعيف الراوي وسقوطه أحيانًا.
وقوله في الراوي: لا بأس به، أو ليس به بأس، فهو ثقة عنده.
وقول الإِمام أحمد في الراوي: منكر. يطلقها على الثقة الذي يُغرب