للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خدّه يجرحه لحظ الورى ... فلذا عارِضُهُ يَلْبَسُ لاما

ويريك الخطّ منه دائراً ... هالةَ البدر إذا حطَّ اللّثاما

وكثيب الرَّمل قد أخجله ... وقضيب البان رِدفاً وقَواما

أنا منه ومن العُذّال في ... نَصَبٍ أشكو مَلالا وملاما

لم تكن تلك وقد لاحَظْنَني ... لحظاتٍ إنّما كانت سهاما

تركت في غَمَراتِ مُهْجَتي ... غمرات ملكت منها الزِّماما

مهجة أَرخصَها سَوْمُ الهوى ... وتسامى عزّةً من أنْ تساما

ومقامي بعد توديعهِمُ ... بالحِمى ما خِلتُهُ إلا حِماما

عَدِمَ الإِصباح ليلي بعدَكُمْ ... أسفروا لي مرّةً تجلو الظّلاما

بِتّ عن طيفِكُمُ مُستخبِراً ... من غرامي بكُمُ من كان ناما

وغرامي رُمْتُ أن أكتمه ... فأبى الدّمعُ لأَسراري اكتتاما

ولماذا ظمِئتْ نحوَكُمُ ... مقلةٌ إنسانُها في الدّمع عاما

يا رفيقيَّ ارفقا بي فالهوى ... عُنْفُهُ يكفي المحِبَّ المُستهاما

<<  <   >  >>