للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوَّمت في زمن الشدائد غصنه ... فاعوج إذْ هبّت رُخاء رَخائه

ونفعته لمّا تناهى ضرّه ... فأعضته السّراء من ضرّائه

قلبي من الإشفاق محترقٌ له ... كالشمع وهو يعيش في أضوائه

متناومٌ عنّي إذا ناديته ... ولطالما استيقظت عند ندائه

إنْ أستزده يزد كراه وزائدٌ ... تحريك مهد الطفل في إغفائه

ولئن جفاني الدهر في أحداثه ... فلأصبرن على فظيع جفائه

فالله يفعل ما يشاء بخلقه ... وجميع ما يجري لنا بقضائه

فاستعد من ريب الزمان بصاحب ... تعدي فضائله على عدوائه

واشك الزمان إلى شهاب الدّين كي ... يبدي رياض الخصب في شهبائه

ونداه ناد فإنّ أندية المنى ... مخضرّة الأكناف من أندائه

وهو الشهاب حقيقةً فالفضل من ... أنواره والطول من أنوائه

كالشمس في آرائه كالغيث في ... آلائه كالصبح في لألائه

لله راحته ففيها راحةٌ ... لمؤمّليه ومرتجي نعمائه

فعداته يفنون من إعطابه ... وعفاته يحيون من إعطائه

يغضي حياءً والمهابة كلّها ... في أنفس الأعداء من إغضائه

ويغضُّ عيناً للوقار ونوره ... لتغضّ عين الشمس دون لقائه

<<  <   >  >>