للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

التَّوَاضُعِ لِمَنْ يَلْتَمِسُ مِنْهُ وَيُؤْخَذُ عَنْهُ وَلَوِ ارْتَفَعَ عَنِ التَّوَاضُعِ لِمَخْلُوقٍ أَحَدٌ بِارْتِفَاعِ دَرَجَةٍ وَسُمُوِّ مَنْزِلَةٍ لَسَبَقَ إِلَى ذَلِكَ مُوسَى فَلَمَّا أَظْهَرَ الْجَدَّ وَالِاجْتِهَادَ وَالِانْزِعَاجَ عَنِ الْوَطَنِ وَالْحِرْصِ عَنِ الِاسْتِفَادَةِ مَعَ الِاعْتِرَافِ بِالْحَاجَةِ إِلَى أَنْ يَصِلَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَى مَا هُوَ غَائِبٌ عَنْهُ دَلَّ عَلَى أَنَّهَ لَيْسَ فِي الْخَلْقِ مَنْ يَعْلُو عَلَى هَذِهِ [الْحَالِ] وَلَا يَكْبُرُ عَنْهَا (١)


(١) وفي الحديث فوائد كثيرة جداً، وحكم عظيمة يطول بسطها، نذكر منها:
١ - ركوب البحر في طلب العلم، بل في الاستكثار من العلم، وتحمل المشقات في سبله.
٢ - لزوم التواضع في كل حال، لهذا طلب موسى التعلم من الخضر تعليماً لقومه، وتنبهاً لكل من زكى نفسه ان يسلك مسلك التواضع. وفي هذا عبرة عظيمة لمن يتعالم على الناس ويتعاظم، فهل يعتبر بذلك من يصدرون أنفسهم في سدة العلم والسنة، أم أن هذا لغيرهم؟!
٣ - أن العلم إذا سئل من أعلم فإنه يقول "الله اعلم " فيرجع أمر العلم دائماً الى الله، لذلك يكثر العلماء المحققون العالمون من قول "الله أعلم " تبرءا من حولهم إلى الله.
٤ - مشروعية الإجارة لقوله: ﴿قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً﴾
٥ - الوفاء بالعهود والشروط التي يبرمها المؤمن. =

<<  <   >  >>