للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا وَهُوَ تَعَالَى عَلَى عَرْشِهِ يُنَادِي بِصَوْتٍ لَهُ رَفِيعٍ غَيْرِ فَظِيعٍ يُسْمِعُ الْبَعِيدَ كَمَا يُسْمِعُ الْقَرِيبَ (١) يَقُولُ أَنَا الدَّيَّانُ لَا ظُلْمَ عِنْدِي وَعِزَّتِي لَا يُجَاوِزْنِي الْيَوْمَ ظُلْمُ ظَالِمٍ وَلَوْ لَطْمَةً وَلَوْ ضَرْبَةَ يَدٍ عَلَى يَدٍ وَلَأَقْتَصَّنَّ لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ (٢) وَلَأَسْأَلَنَّ الْحَجَرَ لِمَ نَكِبَ الْحَجَرَ وَلَأَسْأَلَنَّ الْعُودَ لِمَ خَدَشَ صَاحِبَهُ فِي ذَلِكَ أَنْزَلَ عَلَيَّ فِي كِتَابِهِ

﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا (٣)


(١) قوله: " رفيع غير فظيع" لم يثبت إلا في هذه الرواية، وهي لا تصلح لإثبات هذا الوصف لله تعالى، لما فيها من ضعف، إنما ساقها الحافظ الخطيب لتقوية أصل الموضوع الذي اشتملت عليه الرواية الأصلية.
أما قوله: "يسمع البعيد كما يسمع القريب " فهو ثابت في كافة الروايات. والمعنى المراد منه أنه سبحانه يناديهم نداء يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، على الوصف اللائق بذاته المقدسة، مما لا نعلم كنه حقيقته. ولا يتوهم أنه صوت حقيقة كأصواتنا، كلا، ألا ترى أنه قال: "يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب" وأصواتنا يسمعها القريب دون البعيد. تعالى ربنا عن مشابهة شيء من خلقه ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾
(٢) الجماء: التي ليس لها قرن، والقرناء: التي لها قرون.
(٣) الآية ٤٧ من سورة الأنبياء

<<  <   >  >>