(٢) أذكر أنني التقيت في مطلع الربيع ١٩٧٣ في المجمع العلمي في دمشق بالمستشرق الدكتور " يوسف وان إس " رئيس قسم اللغة العربية بجامعة نوبتجن بألمانيا، وهو من كبار المستشرقين العصريين، وله إشراف على عدد من رسائل الدكتوراه لطلاب عرب!! وأفادني بعض الأصدقاء أنه يعتبر الآن عميد المستشرقين. وقد قلت للدكتور يوسف وان إس: إنني أرى من اللازم أن لا يقلد المستشرقون الآن ما كتبه أسلافهم عن الإسلام وخصوصا " جولد تسيهر " الذي لحظنا له أثرا كبيرا بين المستشرقين وذلك لأن الدراسات العلمية تثبت وقوعه في أخطاء كثيرة واضحة … فتساءل عن ذلك؟ قلت له: " أذكر على سبيل المثال بمناسبة هذا اللقاء أن جولد تسيهر أرخ الرحلة في طلب الحديث بوقت متأخر في عصر الأمويين لظروف سياسية … " مع أن ثمة دلائل صحيحة ثابتة تبرهن على خلاف ذلك وتثبت أن الرحلة في طلب الحديث كانت قبل ذلك بكثير ". وألقيت عليه هذا الاستدلال برحلة علقمة والأسود للسماع من عمر ﵁، فحملق في الدكتور يوسف، وقال: أهذا صحيح؟! قلت: نعم، وهو ثابت في كتاب علوم الحديث للإمام ابن الصلاح. فلم يجب. وأسجل بهذه المناسبة أمنيتي هذه تأكيدا لما ذكرت به الدكتور وان إس بضرورة تحرر المستشرقين من تقليد سابقيهم إذا أرادوا الحقيقة العلمية. فهل تتحقق هذه الأمنية؟!!.