يقومون به، فجعل ذلك سعيا للوصول إلى السلطة ومنافسة على المنصب، من أناس عزلوا عن المناصب، وإنما كان العلماء العاملون يفعلون ذلك قياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي فرضه الله على المسلمين، وبلغوا به رتبة الأفضلية على الأمم، كما قال ﵎:" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ".
لكن جولد تسيهر تجاهل مجموعة النصوص الضخمة في القرآن والسنة حول هذه الفريضة ليجعل هذا النقد ذا صبغة دنيوية سياسية، وكأنه في ذلك يخضع لقيمه الشخصية المادية أو بيئته.
٥ - أن أعلام الرحلة في طلب الحديث منذ عصر الصحابة وما بعده من العصور كانوا بعيدين أشد البعد عن المطامح السياسية أو محاولة انتزاع السلطة، بل كانوا أبعد الناس عن التطلع إلى الدنيا ومتاعها أو مناصبها وهذه أسماؤهم في أخبار الرحلة لطلب الحديث الواحد قد عرفنا بهم في تعليقنا على الكتاب تدل أبلغ دلالة على أنه لاصله لمسألة الرحلة في طلب الحديث بشئ من مؤثرات الدنيا، وإنما هو وهم نسجه خيال أوروبي لا يؤمن بشئ غير النفع الدنيوي، … !! أولا يصبر على ثبوت فضيلة للمسلمين!!
٦ - أن طلب العلم الشرعي عامة وطلب الحديث خاصة عبادة عظيمة، وقربة إلى الله ﷾. وقد حض الله ﷿ وحض النبي ﷺ علي طلب العلم وعلى الرحلة من أجله، ورغب بجزيل الأجر ورفيع المنازل والدرجات عند الله، ومعلوم ما كان المسلمون عليه من الحرص