" أول ما سمعت في المحرم سنة ثلاث، واستشرت البرقاني في الرحلة إلى عبد الرحمن بن النحاس بمصر، أو أخرج إلى نيسابور؟ فقال: إن خرجت إلى مصر إنما تخرج إلى رجل واحد، إن فاتك ضاعت رحلتك، وإن خرجت إلى نيسابور ففيها جماعة إن فاتك واحد أدركت من بقي، فخرجت إلى نيسابور … وكنت كثيرا أذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني ويضمنها جموعه، وحدث عني وأنا أسمع ".
ولم تحدد لنا المراجع التي بين أيدينا مدة هذه الرحلة، لكنا نقدر أنها استمرت أربع سنوات إلى سنة ٤١٩. لأنهم ذكروا أنه في هذه السنة ذاكر ببغداد شيخه الكبير الامام البرقاني بعض ما يرويه، وكانت رحلته رحلة واسعة غزيرة الفوائد طوف فيها على العلماء في نيسابور وغيرها من بلدان ذلك الإقليم، فدخل الري وخراسان ورحل إلى أصبهان وهمذان والجبال والدينور. وحصل في رحلته هذه علما كثيرا بذكائه وحافظته الفذة وجده ودأبه، حتى رجع وقد أصبح إماما كبيرا في العلم بالحديث.
وأقام ببغداد يسمع الناس حديث رسول الله ﷺ. ويأخذ عنه العلماء والكبار حتى أن شيوخه قد أخذوا عنه كالبرقاني وغيره.
قال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ (١) يعدد أشهر شيوخه:
"سمع أبا الحسن بن الصلت الأهوازي وأبا عمر بن مهدي وأبا الحسين ابن المتيم والحسين بن الحسين الجواليقي وابن رزقويه وابن أبي الفوارس وهلال الحفار وإبراهيم بن مخلد الباخرجي والموجودين ببغداد.
وارتحل سنة اثنتي عشرة إلى البصرة فسمع أبا عمر القاسم بن جعفر