للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور} [لقمان: ١٧] وهم القادة الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر بالاعتصام بالصبر كما قال تعالى لنبيه في بدء رسالته: {يا أيها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر} [المدثر: ٧] فاختتم الأمر بالإنذار وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطلب الصبر منه.

وقد جاء هذا الطلب في مواضع عدة كقوله تعالى: {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} [الطور: ٤٨]، وقوله: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} [الأحقاف: ٣٥]، وقوله: {فاصبر حكم ربك ولا تكن كصاحب لحوت} [القلم: ٤٨]، وقوله: {واصبر وما صبرك إلا بالله} [النحل: ١٢٧].

فجماع الأمر بالمعروف ثلاثة: علم قبله، ورفق معه، وصبر بعده، وهذا معنى مجتهد يروى عن بعض السلف: لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهاً فيما يأمر به، فقيهاً فيما ينهى عنه، رفيقا فيما ينهي عنه، حليماً فيما يأمر به، حليكماً فيما ينهى عنه.

(٧) ألا يتضمن الأمر بالمعروف فوات ما هو أكثر منه نفعاً أو حصول منكر فوقه، وألا يتضمن النهي عن المنكر حصول ما هو أنكر منه أو فوات معروف أرجح منه، ولأجل هذا سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد

<<  <   >  >>