للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو جعفر: وأخذ ابن هشام على ثعلب في كونه أتى بمضارعي جَفُ و [كل] في هذا الباب، وقال: معلوم أن كل ما كان ماضيه فعل من المضاعف وهو غير متعد فإن مضارعه يأتي على يَفْعِل بكسر العين، نحو: دَبَّ يَدِبُّ وإن كان متعديا فإنه يأتي على يَفْعُل، نحو: شّدَّ يَشُدُّ، إلا ما شَذَّ منهما، قال: فإذن هذا معلوم فلا معنى لذكرهما.

قال أبو جعفر: وكان الأستاذ أبو علي يقول في رد هذا القول: الذي قاله ثعلب صحيح، والذي قاله هذا المعترض خطأ؛ وذلك أنه لا يُعْرَفُ الماضي إذا لم يوصل بضمير على أي وزن هو إلا بالمضارع، فلما قالت العرب: يَجِفُّ ويَكِلُّ ولم تقل: يَجَفُّ ولا يَكَلُّ، علمنا أن الماضي فَعَل لا فَعِل ولا فَعُلَ، إذ لو كان فعل لقالوا: يَجُفُّ، أو فَعِلَ لقالوا: يَجَفُّ، فلما كان الماضي لا يُعْرَفُ [إلا] بالمضارع، وبه يستدل عليه، كان سَوْقُ الدليل أكد وأوجب

<<  <   >  >>