قال أبو جعفر: قال المطرز: ولا يقال ولغ في شيء من جوارحه سوى لسانه. وقال ابن جني في شرح شعر المتنبي: أصل الوَلْغِ شُرْبُ السباع بألسنتها الماء، ثم كثر فصار الشُرْب مطلقاً.
وقال المطرز: حكي ثعلب أنه قال: سمعت ابن الأعرابي وقد سئل أيكون الوُلْوغ في الطير؟ قال: لا يكون إلا في الذباب وحده.
قال أبو جعفر: فهذا يقتضي أن الولوغ ليس مخصوصاً بالسبع والكلب، بل يكون فيهما وفي هذا النوع فقط.
وكذلك قال المطرز في كتابه الياقوت، والجوهري في الصحاح، وابن التياني في الموعب: ليس شيء من الطير يَلَغُ إلا الذباب. وأنشد المطرز:
تَذُبُّ عنه كَفُّ بها رَمَقُ ... طَيراً عُكُوفاً كَزُوَّرِ العُرُسِ
عَمَّا قليلٍ خَلَسْنَ مُهْجَتَهُ ... فَهُنَّ من وَالِغٍ ومُنْتَهِسِ
/ قال ابن درستويه: وإنما ذكر ثعلب وَلَغَ لأن العامة تقول فيه: وَلِغَ بكسر اللام في الماضي، مثل: شَرِبَ، وهو خطأ.