قال أبو جعفر: يجيء على ما ذكره أبن درستويه أن ثعلباً إنما ذكره لأنه مما فيه لغة واحدة، والناس على خلافها، وقوله هو الخطأ، إنما ذكره ثعلب لأن فيه لغتين: إحداهما فصيحة، وهي وَلَغَ بفتح اللام، والأخرى ليست بفصيحة وهي وَلِغَ بكسر اللام، فذكر التي هي فصيحة، وترك الأخرى التي ليست بفصيحة والدليل على صحة ما نقوله أن المطرز قال في شرحه: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: الفصحاء من العرب يقولون: وَلَغَ بالفتح، ومنهم من يقول: وَلِغَ بالكسر، فهذا يدل على أن ثعلباً كان يعرف اللغتين، فذكر التي هي فصيحة، وترك الأخرى على ما شرط في صدر كتابه.
وحكي اللغتين أيضاً أبو علي في البارع، وابن القطاع في الأفعال، [والكرنبائي] في كتابه الوحوش، وابن سيدة في المحكم.
وحكاه أيضاً أبو حاتم في تقويم المفسد، وابن التياني في الموعب، قالا ويقال: وَلِغ، قالا: واسكن بعضهم اللام فقال: وَلْغَ.
قال أبو جعفر: ويقال في مستقبل وَلَغَ بالفتح: يَلَغُ بفتح اللام، ويَوْلَغُ، ذكر ذلك صاحب الواعي، ومن خطه نقلته.